تُعدّ الهواتف الذكيّة في وقتنا الحاليّ، من الأساسيّات الحياتيّة، فلا يكتمل أداء مهامنا اليوميّة؛ إلا باستخدام التطبيقات الموجودة في هواتفنا، والتي توفر علينا الوقت والمال والجهد. ونظرا لشيوعها وأهميّتها، يتنافس المطوّرون لتقديم مميزات وخدماتٍ في تطبيقاتهم؛ للحصول على أكبر قدر ممكن من المستخدمين، وجذبهم، للاستمرار في استعماله.
في ليبيا، لا يختلف الامر كثيراً في صورته العامّة، حيث يوجد مجموعة من المُبرمجين و الشركات التقنيّة، التي كانت لها تجارب في برمجة تطبيقاتٍ للهواتف الذكية، تحمل هُوية ليبيّة، و تقدّم خدماتٍ للمستخدمين في ليبيا بالدرجة الأولى. ولكنّ الاختلاف يكمُن في الإجبار والاحتكار، حيث أنّ بعض التطبيقات تملكها مؤسسات معيّنة، وأنت مُجبَرٌ على استخدامها لعدم وجود بديل ولا منافس، وبعضها لا يوجد لديهم أيّ حافز حقيقيّ للتطوير والتحسين.
في هذا المقال، سأقوم بعرض ونقد مجموعة من التطبيقات الليبيّة الخدميّة، الشهيرة، والتي لها مئات الآلاف من المستخدمين، مع توضيح وظيفتها، مميزاتها وعيوبها، مع نصائح حول استخدامها.
Averto : المسار الآمن
بدايةُ هذا التطبيق كان عبارة عن مجموعة/Group على الفيسبوك، مُخصّصة لمشاركة البلاغات والتحذيرات عن المناطق التي توجد بها اشتباكاتٌ أو بوّاباتٌ وهميّة أو ازدحام مروريّ، أو طرقٌ بها مُستنقعات، في نطاق مدينة طرابلس. بعد نجاح المجموعة، تمّ تطوير الفكرة حتى أصبحت تطبيقا خدميّا، يوفر لك معرفة المسارات الآمنة، وكذلك نقاط المخاطر المختلفة على مسار سيرك. ما يُميّز هذا التطبيق، هو إمكانيّة أن يُساهم المستخدم، في تحديثِ المعلومات، وإضافة البيانات المتعلّقة بنقاط أخرى يقوم المستخدم برصدها أثناء تجواله.
السيل : أسعار العملات الأجنبيّة
تطبيق السيل فرض نفسَه بعد مشاكل النظام المالي في ليبيا، وتضخّم السوق السوداء، ما أدّى إلى غياب مصدر موثوق و موحّد لأسعار العملات الاجنبيّة و الذهب في السوق الموازي، الذي تتغيّر مُعطياته باستمرار. من ميزات التطبيق التحديث المستمرّ، ومواكبة تغيّر الأسعار. مع توفير أسعار الصكوك والحوالات الدوليّة، وإظهار مخططات لارتفاع وانخفاض الأسعار، تصل لمدة سنة.
عليك الانتباه إلى مسألة: إن كانت الدقائق تهمّك، فضع في اعتبارك أنّ تحديث السعر أحيانا قد يأخذ وقتا، قبل إدراجه. وبصفةٍ عامّة، أصبح التطبيق من أهمّ وأوثق المصادر لمعرفة أسعار العملات الأجنبية، في ليبيا.
بنك الدم ليبيا: من أحياها فكأنّما أحيا الناس جميعا
في ظلّ قصور الدولة في مختلف قطاعاتها، يُعانى مصرف الدم المركزيّ، صعوباتٍ عديدة، لتوفيڤر الدم للمحتاجين إليه. جاء هذا التطبيق الخيري، لحلّ هذه المشكلة، خصوصا وأنّ الكثير من الحالات التي تحتاج دما، تأتي فجأة، وهم في أمسّ الحاجة إليه، والدقائق أحيانا تعني إنقاذ شخص من الموت.
يوفّر التطبيق كافّة البيانات اللازمة للتواصل مع المتبرّعين المسجّلين في قاعدة بياناته. من ناحية: نوع فصيلة الدم، الاسم، رقم الهاتف، والمنطقة. من ميزات هذا التطبيق، إمكان استلام تنبيهات لك، بوجود شخص يحتاج متبرّعا من نفس فصيلة دمك، في حالة قمتَ بالتسجيل كمتبرّع.
من جهة أخرى، من أهم العقبات التي يواجهها التطبيق، ضعف الإقبال عليه، وغياب متبرّعين كافين لفصائل الدم النادرة. وهذا يستلزم إنشاء حملةٍ توعويّةٍ بهذا التطبيق خاصّة، وضرورة التبرّع بالدم عامّة.
دليل ليبيا: خرائط شوارعنا وزناقينا
هو تطبيقٌ شبيهٌ بخرائط جُوجل، ولكن يختصّ أكثر بالمدن الليبيّة. ما يميّز دليل ليبيا هو اعتمادُه على قاعدة بيانات تطبيقيْن سابقيْن: دليل طرابلس، دليل بنغازي. ثمّ انطلق ليشمل عشرين مدينة أخرى، مع تفاصيلٍ لآلاف الأماكن الخدميّة، من مؤسّسات عامّة وخاصّة، ومعالم سياحيّة وتاريخيّة وأثرية، مع توضيح لمكانها وصور عنها وكيفية التواصل معها. من مميّزات التطبيق، التحديث المستمرّ، وإمكانيّة إضافة أماكن جديدة.
السوق المفتوح OpenSooq : كلّ شيء إلا أمّك وأبوك
من أنجح التطبيقات التجاريّة في ليبيا. فهو منصّة كبيرة بإعلانات مبوّبة، وعددٍ كبير من المستخدمين الليبيّين وغير الليبيّين يقدّر بمئات الآلاف. المستخدمون يبيعون ويشترون كلّ شيء؛ من سيارات وعقارات ومعدّات وهواتف، سواء كان المُباعُ جديدا أم مستعملا أو مجدّدا. ميزة التطبيق، أنّه يعطيك فكرة عامة عن الأسعار التقريبيّة للأشياء، سواء كنت تودّ بيع شيء أو شراءه.
من ميزاته أيضا، أنّه مفتوح، لا يختصّ بمنتج أو تصنيف معيّن. فحتى الشخص الباحث عن عمل أو صاحب مهارة؛ بإمكانه وضع بياناته ومهاراته وتقاصيل ما يستطيع القيام به.
سداد Sadad : سيولة وعمولات
هي خدمة دفعٍ إلكترونيّ، مقدّمة من شركة المدار الجديد. وهي نِتاجُ مشاوراتٍ حكومية لحلّ أزمة السيولة المتفاقمة في مختلف أرجاء ليبيا، منذ 2017. وهي عبارة عن مِحفظة إلكترونية، مرتبطة برقم هاتفك النقال، وتستطيع استخدامها من أيّ هاتف ذكيّ مهما كان نظام تشغيله. وتستطيع عن طريق خدمة سداد، استقبال الأموال وإرسالها، والدفع للمتاجر وشراء رصيد لشفرة الهاتف.
من مشاكل الخدمة، توقف بعض الأسواق التجارية، المتعاقد معها، عن تقديمها. وكذلك فرض المحلات التجارية رسوما إضافيّة لمستخدمي سداد، أكثر من سعر النقد.
خاتمة
اعتمدنا في هذا المقال عرض تطبيقات ليبيّة مشهورة، والتي أثبتت جدارتها في السوق الليبي، الذي بدأ أخذ خطوات واعدة جادة. كذلك، لم أقم بعرض تطبيقات البنوك والشركات الكبرى، حيث لاحظتُ أنّ التطبيقات الفرديّة والخاصّة – أي التي لا تتبع جهة عامة – في تزايد مستمرّ وتطوّر سريع تفوق غيرها.
المصدر::::hunalibya
عبوده